الطلاق العاطفي
أو الطلاق الصامت هي مصطلحات لتسمية حالات انفصال الزوجين رغم بقاءهما معاً في نفس مكان السكن بشكل من التعايش يفتقد لأركان الزواج الطبيعية. بمعنى أن الصمت والجفاء هو الحل الذي يستعمل في أغلب المواقف تجنباً لأمورٍ كثيرة مثل الشجارات والنقاش بصوت عالٍ والبكاء والعصبية ... أو رغبة في الحفاظ على صورة براقة ولو مخادعة عن علاقة زواج ميؤوس من استمرارها سعيدةً. ويحبذ الزوجان اللجوء إليه في كثير من الأحيان حفاظاً على أن يكبر الأطفال في كنف والديهما معاً تحت سقفٍ واحد أو خوفاً من المجتمع والوصمات التي ممكن أن تلحق بهما في حال تطبيقهما للطلاق الفعلي.
ولكن هذا الحل "السلمي" بالظاهر ليس بالضرورة أن يكون فعلاً هو الحل الذي يمنح الهدوء والطمأنينة للعائلة بل من الممكن أن يتحول إلى مجرد غلافٍ لامعٍ لتحييد النظر عن الوضع الحقيقي المتأزم في الداخل.
في هذا الشكل من الحياة الزوجية قد يقتصر الحوار بين الزوجين على أمورٍ قليلةٍ أو أنه قد ينعدم في داخل المنزل وتقل اللقاءات التي تجمعهما سويةً مع عائلتهم. حتى أن العلاقة الجنسية بينهما تصبح بالحد الأدنى أو تتحول إلى باردة "مجرد تلبية لغريزة طبيعية" أو يمكن أن تتوقف نهائياً.
ومع كل المحاولات لتجنب أشكال العنف الأوضح للأشخاص البعيدين مثل الصراخ والضرب إلا أن لجوء الزوجين للطلاق العاطفي قد يبقى يحمل بين طياته أشكالاً أخرى من الأقل وضوحاً كالإهانات والإهمال الصحي والمالي للزوجة أو الزوج.
وبالبحث عن الأسباب نجد بعضها تأتي من الزوجين معاً أو من أحدهما فقط مثل استعمال الأساليب العنيفة في التواصل، غياب الاحترام، ظهور اضطرابات على صعيد العلاقة الجنسية، وجود اضطرابات نفسية، عدم وجود التفاهم والانسجام، تغير العواطف وبرودها لأسباب مختلفة....
وللمجتمع أيضاً دور كبير في الأسباب التي تودي بالزوجين إلى الطلاق العاطفي مثل: إصراره على زواج أفراده ورفض حياة العزوبية، تدبيرات زواج المعارف والأقارب ببعض الأحيان، وصمات الغرابة التي يلحقها بغير المتزوجين والمنفصلين والمطلقين...